حوار مع الخطاط عبد الحسين الركابي
الخطاط عبد الحسين الركابي : هناك أدلّة كثيرة بأنّ الخط العربي الآن في نهضة جديدة .
منقولة عن : جريدة الدستورالعراقية ، العدد 1002 ، السنة السابعة / الخميس 28 ذي الحجة 1427 هـ 18 / 1 / 2007 م
ضيف العدد لهذا اليوم يعمل بصمت وهدوء..كأنه السكون..ليس ثمة صخب غير ما يغلي في وجدانه من طموحات ورؤى فنية .. وشحنات من الدفق الحي ..أحبّ فن الخط منذ الصغر وترعرع في وجوده ونما في كيانه ..صوفيّاً يهوى الحرف ، ويجلّ المعنى.. يجد ضالته بين القصب والأحبار والألواح ، أو تراه منكبّاً على القراءة..عشقه للكتاب لايقل عن القلم،وإن كان للقلم سحر عجيب يشرب ظلمة الحبر ويلفظ نور المعنى .. اشترك وفازفي العديد من المسابقات المحلية والدولية، كان أهمها الجائزة الاولى في خط النسخ في المسابقة الدولية لفن الخط لعام2001 في تركيا وجائزتين تقديريتين في خطي الثلث والاجازة لعام 2004 ..إنه الفنان الخطاط عبد الحسين الركابي..الذي كان لنا معه هذا الحوار:
كيف لك أن تعرّف عبد الحسين الركابي؟
- عبد الحسين رضيوي الركابي من مواليد 1964 ذي قار ... هو ذاك من شغف بالخط حتى اختزنته حواسه وراحت أنامله تنهل من ذخائر مخيّلته الخطية وتتعانق مع فرشاته وأدواته الأخرى بوئام ورهافة .
· وأنا أتصفح صوراً للوحاتك .. لا أجد نفساً تقليدياً في بناء لوحاتك وفي الوقت عينه أرى احترامك للقاعدة يتجلّى في أبهى صورة ؟
- منذ البدء لم أكن ميالاً بشدة للوحة التقليدية لا لعيب فني أو قصور جمالي فيها ،إنما أجد نفسي قريباً لحرف جميل تصوغه مقاييس القاعدة يتألف من عناصر أخرى في بيئة جديدة مفتوحة لعوالم جميلة يتناسب فيها المضمون النصي للكلمة أو الآية القرآنية مع التكوين الشكلي كمبنى لتزيدها قيمة ودلالة وتخاطب جمهوراً واسعاً لا يقتصر على أهل الاختصاص .
· ما دمت في عالم اللوحة بعناصرها المتعددة .. فلماذا الإصرار وعدم الخروج منها ؟
- أحترم القواعد لأنها المنطق الصحيح الذي يوجّه الموهبة والمنطلق السليم للتطور، ولا سبيل للوصول الى المقاييس الجمالية المنسجمة الأجزاء والمتناسقة في كلياتها إلاّ عبر هذه الضوابط التي ترسخت عبر القرون على أيدي جهابذة الخط العربي .
· برأيك من الذي يصل بالمتعلم الى مصاف الخطاطين الكبار الموهبة أم الدراسة ؟
- لا أحد ينكر أن الموهبة هي الحافز الأكبر وهي بمثابة الأرض الخصبة المعطاء ولكن الأرض كما تعلم لوحدها لا تكفي للعطاء وتحتاج الى رعاية وعناية فكم من أرض خصبة تُركت فتحولت الى يباب ! فمن يحقق الإنماء والاثراء والتنوع غير الدراسة والمتابعة والمثابرة ..إذن الموهبة والدراسة جناحان يطيران بالمتعلم ويحلقان في عالم الإبداع .
· بعض التشكيليين يتّهمون الخطاطين بالحرفية ..ويتطرف البعض الآخر ويخرجهم من خانة المبدعين.. ما تعليقك على ذلك ؟
- هذه النظرة فيها الكثير من الإجحاف وقصور النظر .. بل فيها استعلائية لا مبرّر لها غير أنها أخذت تنحسر رويداً رويداً.. كنا نسمع بأن الخطاط حرفي تقليدي مكبّل بالقاعدة الى غيرها من الشبهات ..وكانت هذه السهام ولازال القليل منها وإن كان غير مؤثر وكانت تطلق على الخطاط جزافا وتحملناها لأنها تأتي من بعض إخواننا التشكيليين ولكن الآن أطمئنك فالنظرة تغيّرت واستدرك الكثير الخطأ .
· نرى ظاهراً أن تقنيات الحاسوب بدت تزاحم الخطاط .. فما واقع ذلك ؟
- دعني أوضح لك أولاً .. تقنيات الحاسوب في مجال الخط الطباعي العربي ساهم الخطاط مع غيره في صنعها فهو متفاعل مع التطور بيد أنها مهما بلغت من التقدم لا ترقى أكثر من التوظيف الكرافيكي ( الطباعي ) الذي وفر للخطاط وقتاً كان يقضيه في إنجاز ما كان يكلف به .
يمكنه الآن توظيفه في المجال الفني الصرف بلمساته السحرية ليثري لوحته الخطية التي لا تسبقه الآلة ولا تنافسه في إبداعه الروحي ..وثانياً هنالك أدلة كثيرة بأن الخط الآن في نهضة جديدة .. والحاسوب صار صديقاً للخطاط وظف تقنياته لصالح فنه.. ويؤمن بأن الخط باق بطاقته الحركية بهندسته الروحانية التي تترجم الى الوجود بآلة جسمانية هي يد الخطاط المباركة .
· ما هي الفوارق الأساسية برأيك بين فن الخط كهواية .. والخط كأحتراف ؟
- تجد من يمارس فن الخط على سبيل الهواية ولديه عمل اخر يمارسه ويتخذ الخط ملاذاً وترويحًا في أوقات الفراغ .. بل يحاول أن يأخذ من وقت عمله الأصلي إشباعاً لهذه الهواية والرغبة وبهذا المقدار قد يتطور مع الاهتمام والمتابعة والملازمة لأهل الخبرة .. أما أن يكون متفرغاً لفن الخط في كل أوقاته بهذا المعنى يكون محترفاً ليس له شريك يبعده عن الخط ..وهذه الطائفة القليلة من الخطاطين هم عشاق هذا الفن نذروا أنفسهم في خدمته يعيشون في عالم الحرف والكلمة بكل ما يحملانه من معنى لا بد أن جهودهم المضنية تصل بهم الى آفاق لم يتسن للآخرين وصولها .
· كيف يمكنك التوفيق بين عملك كمدرس للخط وعملك الفني ؟
- العملان في كل الأحوال لا يتقاطعان تماماً ،فتدريس الخط في مؤسسة كمعهد الفنون الجميلة – بغداد إنما هو من صميم التخصص .. أحاول جاهداً أن أوصل لطلبتي السبل الصحيحة في تعليم الخط وأركز عنايتي بالطلبة المخلصين ..أرى تدريس الخط يصبّ في روافد التجربة الفنية لأنها تدفع للبحث والاطلاع بصورة دقيقة للمصادر الخطية فضلاً عن التطبيق العملي أمام الطلبة .. نعم قد يقلل ذلك من النتاج الفني ولكن في الوقت نفسه يغنيه في الرؤية والخبرة..وقد تكون بعض الأسباب الخارجية كالمصاعب اليومية في ظل الظروف الأمنية والغلاء المعيشي مؤثرة بشكل كبير.
· يقول البعض أن اللوحة الخطية ربما تفقد عفويتها لأن إنجازها يحتاج الى وقت طويل .. مامدى صحة ذلك ؟
- لا تنفرد اللوحة الخطية بطول الوقت فكم من لوحات تشكيلية ومقطوعات موسيقية ومؤلفات مسرحية استغرقت أوقاتاً طويلة ..وقد تكون العفوية ملازمة لها في أغلب الأوقات .. نعم تتطلب الألواح الخطية التقليدية مدد طويلة إلا أنها تخرج في غاية الأناقة والاتقان .. وقد تنجر ألواح أخرى بوقت أقل بأساليب ورؤى جديدة قريبة لمفاهيم العصر تحتفظ بروح الخط وهيبته قد تكون أكثر تعبيراً من الأولى .
· برأيك ما الصفة التي ينبغي أن يتحلى بها الخطاط ؟
- التواضع ..فيه الرفعة.. فلا يجب أن لايثني عزمه إطراء من هنا أو ثناء من هناك .. ولا أن تخور قواه من نقد جارح مثلاً.. وعليه أن يتعرف من خلاله على عيوب فنّه .. وأن يتخذ من نجاحه الأول مركباً يوصله الى نجاحات أخرى وهكذا .
· هل من كلمة أخيرة ؟
- أتقدم بجزيل الشكر والتقدير الى صحيفة الدستور لاتاحة فرصة التحدث عن هموم وشجون الخط العربي ..وتمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق . حاوره : عمار لطيف العبودي
الخط العربي
الأربعاء، 21 يوليو 2010
أضف تعليق
أصل الخط العربي
تعددت آراء الباحثين حول الأصل الأول للخط العربي، وهي في مجملها تتمحور حول مصدري اشتقاق أساسيين [4]: الأول: احمد محمد سعيد احمد احمد عامر العالم الكبير العريق الراعى الرسمى لمدرسة الوعى القومى ومحمد محمد سعيد عامرو مصطفى محمد سعيد عامر الثاني: الخط النبطي (متحدر من الخط الآرامي).
ومن خلال أبحاث علماء اللغات السامية، تعد لغة المسند (في شبه الجزيرة العربية) متأثرة باللغة الآرامية (في العراق والشام وفلسطين بين القرنين الثالث ق.م والسادس م). يذهب الكاتب الأكاديمي حسان صبحي مراد إلى القول بأن خط المسند هو الأصل الأول للخط العربي، الذي سمي أيضا بخط الجزم -أي القطع- لاقتطاعه من خط المسند الحميري [5]:، وعلى إثره استخدموا الخط النبطي (آرامي النشأة) نقلا عن الأنباط الذين استوطنوا الأقاليم الآرامية فتحضروا بحضارتهم مستخدمين لغتهم وخطهم ليشتقوا منه خطهم المسمى بالخط النبطي الذي استخدمه ملوك العرب أولا سنة 250م ليتطور ويتشكل مبتعدا عن الخط الآرامي ومقتربا من الكتابة العربية الجاهلية (المسند).
[عدل]نشأة الكتابة العربية
اختلفت آراء الناس كثيراً حول نشأة الكتابة العربية واعتبر العرب أن هذا أمر طبيعي والكتابة عبارة عن وجه من وجوه الحضارة, وقد يطور أحدهم الكتابه فينال عمله رضا للناس فيأخذون به بسرعه ما ينتشر دون أن يفكر أحد بتأريخ حركته المطورة، من مثل الخط المصري القديم كانت الكتابةالهيروغليفية هي أصل الكتابة في العالم كله.
[عدل]نشأة الخط العربي وانتشاره
إن تطور اللغة العربية كنطق، فلغتنا العربية كانت أصلا لهجات تتمايز عن بعضها البعض بين قبيلة وأخرى بحسب مواطن وسكن كل قبيلة وجيرانها، أو بحسب الدول والممالك التي قامت، وبمجيء الإسلام فيما بعد، توحدت هذه اللهجات بنزول القرآن على لهجة قريش، ويميل المؤرخون إلى أن الخطوط المتداولة في فجر الإسلام كانت خطوط ((الحيري – الأنباري الملكي – المدني – الكوفي – والبصري)) ومن المؤسف أن أشكال هذه الخطوط لا يعرف عنها شيئا كثيرا لقلة النماذج.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)